روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | هل المشكلات.. تنمي الحب؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > هل المشكلات.. تنمي الحب؟


  هل المشكلات.. تنمي الحب؟
     عدد مرات المشاهدة: 2572        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكركم على الموقع المفيد جدا .

متزوجة من ثمان سنين وعندي ولدين أحب زوجي كثير وهو كمان بس حاسة بالفترة الاخيرة حبه مو مثل اول وتصير بينا مشاكل ودائما يحاول جاهدا ان يبين نفسه على صح ىانو انا الغلطانة مع انو قبل كان يعتذرلي لما يغلط

وصار ما ينام معي مثل الاول وتمر أيام بدون ما يطلب مني طبعا عكس قبل وكل هذا أثر على نفسيتي وخلاني أعاملو بعصبية بالأضافة لخيانتو لي بالنت والي عأساس تاب منها وأعتذرلي

والمشكلة الجديدة هي نحنا بغربة و كل أهلو كمان ولازم نشوفهم بالأسبوع مرتين وما عندي مشكلة لأني أحبه أحب أهله بس لما نلتقي ألأحظ انه ينظر لزوجات أخوته نظرات أحسها غريبة يعني مايكون بينهم كلام وأنا تحسست

وهنا يعني يلبسو ضيق و يتمالهو كثير أنا صحيح أحيانا ألبس مثلهم وقبل ما يكونو بس ألتزم بأدبي مع زوجي أمام اخوته و لاأخفيكم اني صارحته بما أحس لأني ماتحملت وكانت ردة فعله أنه عصب وقلي كيف تتهميني بأتهامات باطلة

وتتهميني بأختي وأنا احساسي مازال هو هو أرجوكم أرشدوني ماذا أفعل فأنا أتخبط ولاأدري كيف أتصرف ? زوجي صلاته متقطعة وأحس بداخله يريد أن يلتزم ولكن ليس عنده الارادة القوية وعمره خمس وثلاثون وأنا خمس وعشرون وأحب أن أتقرب لربي وأبذل جهدي في ذلك

وعندي مشورة واريد أن يجيبني شيخ عليها هو أنني اذا لبست الضيق والملون بوجود اخوة زوجي طبعا محتشمة بما أنه المشكلة في سلفاتي يكون ذلك حراما لأني أخاف أن يكون السبب في ذلك ولا أريد أن يحس زوجي بنقص

أرشدوني لأني لا أعرف السبب لشعوري الذي أرق نومي وبعدني عن زوجي وأبكاني كثيرا ليس لي في حل تلك المشكلة بعد الله الا أنتم أرجوكم وأشكر جهودكم العظيمة وجعلها في ميزان حسناتكم و أدعو لي يا شيخ وبارك الله فيك ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .

واسأل الله العظيم أن يزيّن الإيمان في قلوبكم وان يصرف عنكم السوء والفحشاء ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة . . .

هنيئا لك الحب بينك وبين زوجك . .

هنيئا لك الروح الطيبة تجاه زوجك الحريصة عليه . .

أخيّة . .

السعادة ليست ( محطة وصول ) . .

السعادة رحلة العمر . .

السعادة في الاستمتاع بالكفاح والكدح والبذل ، وبقدر ما يستمتع الإنسان بجهده وعمله بقدر ما يمتلأ شعوراً بالسعادة والحبور . .

فالسعادة في الحياة الزوجيّة ليست مرحلة يصل إليها الزوجان . . بل هي شعور يصاحب الإيجابيّة في إدارة الأسرة والتعامل مع الواقع ومع كل مرحلة عمرية من مراحل الزواج بما يتطلّبه واجب الوقت .
أخيّة . .

من الخطأ أن نعتقد أو نتوقع أن نعيش نفس المشاعر في ظروف مختلفة . .

الحياة في بداية الزواج ليست كالحياة بعد مرور أكثر من 8 سنوات على الارتباط .. .

كلما زادت المسؤوليات زادت التحديات . .

وهذا يعني تعدّد الاهتمامات . .

يعني ضغوطات نفسيّة وعاطفيّة . .

يعني تعدد الوجدانيات والمشاعر . .

يعني وجود مشكلات واختلافات في الرأي والتفكير والتفاهم حول هذه الأمور التي تتجدد يوما بعد يوماً على الحياة الزوجيّة . .

فكل مرحلة من الحياة لها ظروفها وطبيعتها . وحين نتعامل مع الواقع بروح ( الماضي ) فإننا سنشعر أننا غير سعداء .. لأننا نستحضر الماضي أو نستحضر البدايات ولا نستحضر ظرفها ..

وجود المشكلات لا يعني عدم وجود السعادة . .

وجود المشكلات لا يعني عدم الحب !

بل المشكلات فرصة لتنمية الحب ، وتجديد روح الحب بين الزوجين في طريقة إدارتهما للمشكلة ..

هي ليست دعوة للمشكلات بقدر ما هي دعوة أن نتعامل مع المشكلة بروح ( الاستثمار ) وأنها ( فرصة ) لتنمية مهارة ومشاعر إيجابيّة جديدة تجاه من نحب .

وجود المشكلات يكشف لنا ثغرات في شخصياتنا وبعض سلوكياتنا وهذا يساعدنا في نقد الذات وتقييم سلوكنا . . بطريقة صحيحة .

فالمشكلات في الواقع هي ( فرص استثماريّة ) للتغيير والتحسين .

فعندما تكشف لي المشكلة أني ( عصبي ) أو ( سريع الغضب ) فذلك يعني أنه ينبغي علي أن ابحث عن حلول لمعالجة عصبيّتي وسرعة الغضب وان اكون اكثر مراقبة لسلوكي ومشاعري . .. وهكذا .
أخيّة . .

المبادئ في الحياة عموما وفي الحياة الزوجيّّة خصوصاً ، ليست مبادئ ( معاوضة ) .. يعني كما تفعل لي أفعل لك !

إذا اعتذرت لي .. أعتذر لك !

قيمتنا ليست في حجم المبادئ التي نحملها ونعتقدها ونفكر بها بقدر ما تكون قيمتنا في قدر التزامنا بهذه المبادئ في كل ظرف وتحت أي ضغط !

ولذلك يعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم هذه القيمة في قوله : " أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخنْ من خانك " ..

حين لا يعتذر الزوج عن الخطأ .. لا يبرر للزوجة ان لا تعتذر عند الخطأ ..

حين يقصّر الزوج في الحق الواجب عليه فذلك لا يبرر للزوجة أن تقصر في الحق الواجب عليها ..

وهكذا . . المبادئ لا تقبل ( المعاوضة ) والثبات على المبدأ والقيمة الأخلاقيّة يورث المعونة من الله . فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ولا يزال معك من الله ظهيرما دمت على ذلك " .
أخيّة . .

نعم .. هناك ارتباط وثيق بين قرب الإنسان واستقامته على هدي محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو هدي القرآن وبين السعادة والاستقرار والاطمئنان .

وهو الأمر الذي ضمنه الله تعالى لكل من التزم بهدي القرآن في قوله : " فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون " هذه الضمانة من الخوف والحزن في الدنيا والآخرة الاستقامة والقرب من هدي القرآن . .

وبقدر ما يبتعد الإنسان من هذا النور .. بقدر ما يوغل في الظلام .. فلكل إنسان من النور في حياته مع نفسه وزوجته وأهل بيته على قدر قربه من النور .

أخيّة . .

الإهمال في الصلاة يعني تفريط في بركة الحياة ونورها .

فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما وصف عبادة بوصف النور كمثل وصفه للصلاة فقال : " والصلاة نور " يعني نور للانسان في نفسه وحسّه وشعورها ونور له في حياته وعلاقاته . .

وحين يفرّط الإنسان في الصلاة فإنه يفرّط حقاً في النور !

احرصي ابتداءً أن تكوني أنت حريصة على الصلاة أولا بأول في أوقاتها وبحسن القيام فيها والالتجاء فيها إلى الله . .

وفي نفس الوقت احرصي على أن تحفّزي في زوجك الاهتمام بالصلاة ..

كلميه عن الصلاة . .

عن بركة الصلاة ..

عن النور الذي في الصلاة . .

عن الفضل والخير الذي يوسّع الله به على عبده بسبب الصلاة ..

إن الله يقول لعبده وهو قائم يصلّي بين يديه : " هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " إنه يفتح الأبواب بينه وبين عبده ويمنح ويعطي سبحانه وتعالى .

فكي فيفرط الإنسان فيها ؟!

اقتني بعض الأشرطة والسمعيات ، وراسليه ببعض المقاطع والمرئيات المؤثرة حول الصلاة وفضلها وأثرها وبركتها .. وتجدين هذا كثيرا في هذه الشبكة.

احرصي على تذكيره بالصلاة في وقتها بأسلوب لطيف جميل .. ( الله يناديك .. ) ( حان موعد اللقاء مع الله .. ) ( من احب لقاء الله أحب الله لقاءه ) ..

وهكذا بعبارات تحفيزيّة ..

اهتمي أن تغرسي حب الصلاة في أبنائك بحرص . علميهم كيف يصلون احرصي على أن يصلّوا الصلاة معك أو مع أبيهم . . وهكذا تبعثي في حياتك روحا جديدة ..

أخيّة . .

الاختلاط بين المحارم في اللقاءات والاجتماعات العائليّة .. أصبح من الأمور التي تكاد تكون مما عمّـت بها البلوى .. لكن هي من الأمور التي لا ينبغي التساهل فيها لأنها مفتاح من مفاتيح تدخّل الشيطان بين الناس والإفساد فيما بينهم وقد جاءت الشريعة بما يسدّ هذا الباب فحرّمت الاختلاط ونهت عن الخلوة بالمرأة الأجنبيّة ، وأمرت بغضّ البصر .

كل هذا لتزكية النفوس المؤمنة ولدحر كيد الشيطان وتربّصه بالمؤمنين والمؤمنات . .

إن من الخطأ الفادح ان نتغافل عن دور الشيطان في حياتنا وانه يستغل أي ثغرة للإفساد .. إن أكثر ما يبهج الشيطان ويفرحه التفريق بين الزوجين . .

ولذلك العقل والحكمة في تضييق منافذ الشيطان ومداخله . .

ومن ذلك الحرص على عدم الاختلاط بنساء القارب وهنّ بمثل هذا التزيّن والتجمّل في لباسهنّ . .

فإن اضطر الإنسان لهذه المخالطة فلتكن مخالطة بقدرها وليحرص الإنسان أن لا يجعل من الواقع مخرجا للتخفّف من القيم ..

إذا اضطرّ: المر أن تجلسي مع أهل زوجك بحضور إخوانه فليكن ذلك بلباس فضفاض ساتر محتشم ، وبغير زينة ظاهرة من مكياج ونحوه ، ولتكن المجالسة بقدرها وضرورتها ..

بمعنى إذا كان هناك مجلس آخر بعيد عن مجلس الرجال ومنفصل عنهم فلماذا لا يكون جلوسك فيه . . حتى لو لم يكن معك أحد .. وإذا كانت الحاجة للمخالطة في وقت الطعام أو نحوه فلتكن مخالطة على قدر الحاجة والوقت . .

نعم المسألة قد تكون فيها مواجهة نوعا ما .. لكن استعانة الإنسان بربّ÷ وصدق اعتقاده بمبادئه ، وافتخاره بالحق الذي يحمله وبحكمته في المداراة والتعامل فذلك يساعده في التأثير على الآخرين ..
يقول الله تعالى : " إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أُخذ منكم ويغفر لكم " .

فالأهم أن يقوم في القلب صدق الارادة وتعظيم الله وشعائره ..

كلّمي زوجك برغبتك في أن تخفّفي من مخالطة الرجال من أهله . . لأن هذا هو ادب الإسلام ..

أفهمي زوجك انه إذا اضطررت للمخالطة فسيكون لباسك فضفاض وساتر ومحتشم وبدون كشف شعر ولا نحر ولا نحوه ولا تجمّل أو تزيّن ..

اطلبي من زوجك أن يكون لكما السبق في محالة التأثير على العائلة في التغيير من هذه الجهة بالحكمة والقدوة .

ساعدي زوجك على أن يتغيّر .. فأنت تتلمسين فيه توقانه ليكون أفضل ..

غيرا من بعض الأمور في حياتكما ولو كانت أموراً بسيطة .. فالتغيير البسيط يحفّز .. والشعور بالتغيير ولو في أشياء بسيطة في نظرنا فذلك يحفّزنا..

اخرجا من بيتكما أي ألآت للهو والموسيقى والغناء .. تخلّصا من أي قناة فضائية غير محافظة أو مخلّة بالأدب والذوق .. اقترحي على زوجك أن تكون بينك وبينه كل ليلة جلسة لقراءة القرآن . .
دائما صوّري له المستقبل والطموح في ابناءكم ورغبتكم في أن يكونوا على قدر طموحكم ..

أحسني التجمّل لزوجك وصناعة الارغاء له في نفسك وفي بيتك بالكلمة الطيبة اللطيفة البريئة الدافئة .. بالهدية .. بالممازحة والمرح اللطيف .. ولا تتعجلي النتائج ..


وأكثري من الاستغفار .. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية " .
والله يرعاك.

الكاتب: أ. منير فرحان الصالح

المصدر: موقع المستشار